2025-07-04 15:53:25
في 16 يونيو 1982، شهدت بطولة كأس العالم في إسبانيا واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم، عندما واجهت الجزائر ألمانيا الغربية في ملعب “إلمولينون” بمدينة خيخون. كانت هذه المباراة بمثابة صدمة كبرى، حيث تمكن المنتخب الجزائري، الذي كان يشارك لأول مرة في كأس العالم، من تحقيق فوز تاريخي على العملاق الألماني بنتيجة 2-1.
البداية غير المتوقعة
لم يكن أحد يتوقع أن تتمكن الجزائر، الفريق العربي الأفريقي الصاعد، من مواجهة ألمانيا الغربية، أحد أقوى الفرق في العالم آنذاك. لكن تحت قيادة المدرب رشيد مخلوفي، قدم الجزائريون أداءً بطولياً. سجل اللاعبان رابح ماجر ولخضر بلومي الأهداف التاريخية للجزائر، بينما تمكن الألماني رومينيغه من تقليص الفارق في الشوط الثاني.
الجدل الكبير بعد المباراة
لكن القصة الحقيقية بدأت بعد المباراة، حيث اتهمت ألمانيا الغربية والنمسا بتزوير نتيجة مباراتهما في الجولة الأخيرة من المجموعة لضمان تأهلهما معاً على حساب الجزائر. فقد فازت ألمانيا على النمسا 1-0 في مباراة شهدت أداءً غير تنافسي، مما أثار غضباً عالمياً. هذه الحادثة دفعت الفيفا لتغيير نظام البطولة، حيث أصبحت المباريات الأخيرة في المجموعات تُلعب في نفس التوقيت لتجنب التلاعب.
إرث المباراة في التاريخ
رغم الخروج المبكر، أصبحت مباراة الجزائر وألمانيا 1982 أيقونة في كرة القدم العربية والأفريقية. لقد أثبتت أن الفرق الصاعدة قادرة على منافسة الكبار، وساهمت في تغيير قوانين كأس العالم للأبد. حتى اليوم، يُذكر هذا الانتصار كواحد من أعظم المفاجآت في تاريخ المونديال، وشهادة على روح المقاومة التي تميز بها المنتخب الجزائري.
بعد 40 عاماً، لا تزال “معجزة خيخون” مصدر فخر للجزائريين والعرب، وتذكيراً بأن كرة القدم مليئة بالمفاجآت التي تجعلها اللعبة الأكثر شعبية في العالم.