2025-09-22 04:58:08
يشهد قطاع الضيافة في باريس تحولاً جذرياً مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية 2024، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الفنادق يتراوح بين 6 إلى 15 ضعفاً مقارنة بالأسعار الحالية. هذا الارتفاع الكبير أثار موجة من الجدل والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، مما يطرح تساؤلات حول تأثير هذه الزيادات على نجاح الحدث العالمي.
وفقاً للتقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الفرنسية، فإن فنادق العاصمة باريس تعمد إلى رفع أسعارها بشكل كبير خلال فترة الأولمبياد بهدف تحقيق أقصى استفادة من تدفق ملايين السياح المتوقع حضورهم خلال الألعاب. وتكشف هذه التقارير عن أمثلة صادمة، مثل فندق من فئة 3 نجوم في الدائرة الـ15 الذي رفع سعر الغرفة من 90 يورو حالياً إلى 1363 يورو الصيف المقبل، أي ما يعادل 15 ضعف السعر الحالي.
هذه الممارسات التجارية أثارت قلق النشطاء والسياسيين الذين يحذرون من العواقب السلبية لهذه الزيادات الكبيرة. ويؤكدون أن هذه المشكلة قد تهدد تنظيم حدث عالمي بمستوى الألعاب الأولمبية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم. وتتعالى الأصوات المطالبة بوضع حلول عاجلة وجذرية لهذه الأزمة التي قد تنفر السياح وتؤثر على صورة باريس كمدينة مضيفة.
فاطمة الواسدي، مساعدة عمدة ضاحية روي مالميزون غرب باريس، عبرت عن قلقها بقولها: “بهذا السعر سيهرب السياح الذين سيزورون باريس الصيف المقبل ويفرون منها إلى وجهات أخرى”. هذا الرأي يعكس مخاوف العديد من المسؤولين المحليين من أن تؤدي هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار إلى نتائج عكسية على الاقتصاد المحلي.
على منصات التواصل الاجتماعي، عبر المستخدمون عن استيائهم من هذه الزيادات. ليلى كتبت على منصة إكس (تويتر سابقاً): “لا أعرف حتى كيف سأعود إلى فرنسا العام المقبل نظراً لارتفاع الأسعار، سأبقى عالقة في الجانب الآخر من العالم بسبب هذه الألعاب الأولمبية القذرة التي لا أحد يهتم بها”. بينما تساءل الناشط نيكولاس مافيل: “أسعار الفنادق آخذة في الارتفاع في باريس. ألا يجب أن يكون لدينا رؤية شاملة للإقامة في الألعاب الأولمبية 2024”.
هذه الانتقادات تبرز الحاجة إلى إيجاد توازن بين المصالح التجارية للفنادق وضرورة توفير خيارات إقامة معقولة للزوار. فنجاح الأولمبياد لا يعتمد فقط على التنظيم الرياضي، بل أيضاً على تجربة الزوار وقدرتهم على تحمل تكاليف الإقامة والخدمات. بدون معالجة هذه القضية، قد تواجه باريس خطر إضعاف تأثير الأولمبياد الإيجابي على سمعتها كعاصمة سياحية عالمية.
